recent
أخبار ساخنة

لماذا تبدو صور تلسكوب جيمس ويب للحقل العميق الأول ملتوية؟ وما قصة عدسة الجاذبية؟

في الصورة الأولى التي أطلقتها ناسا من تلسكوب جيمس ويب، تبدو بعض المجرات بيضاوية الشكل وممتدة بشكل مقوس أو مشوهة بعض الشيء، فما السبب في حدوث ذلك الأمر؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.


في صورة تلسكوب جيمس ويب الأخيرة والتي أطلق عليها حقل ويب العميق الأول نرى مجموعة من المجرات يطلق عليها SMACS 0723، وهي مجرات ضخمة للغاية تحتوي على مئات المليارات من النجوم، وملايين الثقوب السوداء، وربما تريليونات من الكواكب، وعنقود المجرات هذا يشوه الفضاء، تماماً مثل كرة بولينج موضوعة على مرتبة.

هذه المساحة المشوهة تعمل على انشاء "عدسة" طبيعية يمكننا النظر من خلالها لنرى ما بعدها.

لذا فإن الضوء القادم من المجرات خلف هذا العنقود المجري والذي نراه مشوها، هو في الحقيقة حدث يسمى "بعدسة الجاذبية". 

كما يوضح معهد علوم تلسكوب الفضاء والمسئول عن تلسكوب جيمس ويب حيث قالوا إن "الأمر يشبه وجود عدسة كاميرا بيننا وبين المجرات البعيدة."

وكان قد توقع ألبرت أينشتاين تأثير عدسة الجاذبية منذ أكثر من قرن من الزمان، فبعض المجرات التي نشاهدها في هذه الصورة تم تكبيرها بالفعل، ونرى بعضا منها ممتد أو مشوه أو حتى لامع بشكل ملحوظ.

قالت عالمة الفيزياء الفلكية في ناسا جين ريجبي عند الكشف عن الصور العلمية الأولى لتلسكوب جيمس ويب: "لقد تم تضخيم هذه المجرات بسبب الجاذبية، تمامًا كما قال أينشتاين".

توجد في الكون مجرات ونجوم عظيمة الأحجام يفوق حجمها حجم شمسنا مئات وربما آلاف المرات، وبسبب قوة جاذبيتها العالية التي تفوق شدة جاذبية الشمس بملايين المرات تعمل على انحناء الضوء المار بالقرب منها. 

فيكون تأثيرها علي الضوء القادم من خلفها سواء من نجوم عظمي أو مجرات. فينحني مسار الضوء حول هذه النجوم أو المجرات تماماً مثل طريقة انحنائه في عدسة، وبذلك تظهر لنا الكثير من الأجرام السماوية الموجودة خلف الجرم الكبير أو حتى خلف ثقب أسود، وعادة ما تكون تلك الصور مختلة بعض الشيئ.

في الصورة ، يبلغ عمر مجموعة المجرات البيضاء المظهر حوالي 4.6 مليار سنة. وقالت ريجبي إنها تقريبا تشكلت في نفس وقت تشكل الشمس والأرض، وهذه المجرات البيضاء نراها وقد كبر حجمها وتم تغيير الرؤية من خلفها.

هذه الأجسام البعيدة، والتي تشمل كلا من النقاط الحمراء والمجرات المشوهة هي من بين أقدم الأجسام في الكون، وهي مجرات بعيدة للغاية لم ترها عين بشرية من قبل.

وقالت ريجبي إن أضعف الأجسام في صورة ويب هذه يبلغ عمرها حوالي 13.1 مليار سنة، وقريباُ سيبحث تلسكوب ويب أبعد من ذلك، سيتم النظر إلى مجرات يبلغ عمرها أكثر من 13.5 مليار سنة، أي بعد فترة وجيزة من تشكل النجوم والمجرات الأولى.

google-playkhamsatmostaqltradent