recent
أخبار ساخنة

الانتقال الآني وتخطي المكان، قبل أن يرتد إليك طرفك! هل هذا ممكن؟

الصفحة الرئيسية

هل سئمت من استخدام وسائل النقل والسفر بالطائرات للترحال من مكان لآخر؟ ربما تكون هذه الفكرة مناسبة لما تحلم به تماماً، فهل تحلم حقاً أن تجد نفسك في المكان الذي تريده دون أن تركب أياً من تلك الآلات التي ستغدو قديمة… حسناً، دعك من تأخر الرحلة في كل مرة، ولنتوقف قليلاً في هذه المحطة مع إحدى الأفكار صعبة التصديق، والتي تقع ضمن مجالات فيزياء الكم، إنها حقاً فكرة مجنونة ولكنها قد تبدو مألوفة من خلال الشاشات، ومع ذلك فإنها -إن وجدت- ستكون الحل الأمثل لمستقبل فائق السرعة تعد فيه الثانية زمناً طويلاً.
الانتقال الآني وتخطي المكان، قبل أن يرتد إليك طرفك! هل هذا ممكن؟



يحلم مجانين الفيزياء بطريقة يتم فيها السفر من أي مكان لأي مكان آخر دون المرور بالمسافة الفاصلة بين المكانين، أي أنك ستجد نفسك في الوجهة التي تريدها فوراً بعد انتقال جزيئات جسمك إلى الطرف الآخر…. مهلاً، قد يتبادر إلى ذهنك أن هذا مجرد وهم أو أنه ضرب من الخيال الغير علمي إطلاقاً، ولكن أود أن أقول: أنه منذ عام 1993 لم يعد هذا الحلم خيالاً!!! يبدو هذا التاريخ قديماً، ولكني لم أخطئ في كتابته!! إذن أين تلك الآلة العجيبة التي ستفعلها حقاً؟! هل تريد أن تعرف أين وصل الأمر بها…

الانتقال الآني وتخطي المكان، قبل أن يرتد إليك طرفك! هل هذا ممكن؟

تقوم فكرة الانتقال الآني أو ما يعرف بالإنجليزية Teleportation على العديد من النظريات والاحتمالات التي يمكن أن تؤدي إلى عملية انتقال لحظي للأجسام، إحدى الأفكار التي انتقلت من الخيال إلى الواقع كانت داخل معامل شركة IBM، وبالتحديد في شهر مارس من عام 1993 حين أكد عالم الفيزياء “تشارلز بنت” Charles Bennett وفريق من الباحثين في شركة IBM أنه يمكن للأجسام أن تنتقل آنياً، وتحدث عن ذلك لاحقاً في الاجتماع السنوي للجمعية الفيزيائية الأمريكية في نفس العام.

كانت تجربة تشارلز باستخدام فوتونات الضوء، وتلتها تجربة أخرى بعد عدة أعوام سنة 1998 بمعهد كاليفورنيا للتكنلوجيا، وتم فيها نقل فوتون لمسافة متر واحد بصورة لحظية، أي أنه أثناء التجربة تم وضع فوتون ليتم نقله لمسافة متر، فبدأ ظهور فوتون مطابق للأصل على الطرف الآخر، وبالمقابل اختفى الفوتون الأصلي! نعم هذا مذهل، ولكن عند تطبيق الفكرة على أجسام أكبر من الفوتون يتعارض هذا مع إحدى نظريات فيزياء الكم تسمى مبدأ هايزنبيرغ لعدم التأكد، وينص هذا المبدأ على أنه لا يمكن التنبؤ بموقع وحركة الجسيم في آن واحد، أي أنه عند محاولة نقل أجسام كبيرة فإنه لا يمكن معرفة ترتيب جزيئاتها الجديد.

في عام 2012 تم تحقيق رقم قياسي جديد في جامعة الصين للعلوم والتكنلوجيا، فقد تم نقل فوتون لمسافة 97 كيلومتر، ولازال السباق مستمراً، كما أن تطبيقات الكم نفسها قد فتحت هذه مجالاً جديداً في عالم الكمبيوتر يسمى بالحوسبة الكمومية quantum computing، وهو ما سيؤدي إلى سرعات فائقة في نقل البيانات وغيرها من التطورات في مجال الحاسوب بصورة عامة، ويستمر البحث في مجال فيزياء الكم لتطوير هذه الفكرة والوصول إليها بطرق أفضل، ولكنها حتى الآن لا تصلح لأي تجارب على كائنات حية، لأن الفكرة الحالية تعتمد على عملية مسح للجسم المراد نقله، ومن ثم تكوين نسخة مطابقة على الطرف الآخر، أي أن الجسم الجديد الذي سيكون هو نسخة طبق الأصل، أما الجسم الأصلي سيتم تدميره فور ظهور النسخة في الطرف الآخر…

أي أن تجربة أمر كهذا في الوقت الحالي تعني الموت، فهل نحلم يوماً ما بالسفر بهذه التقنية، أم أن الأمر مازال غير مؤكد؟!

لمزيد من التفاصيل العلمية يرجى مراجعة هذه المصادر

نشر هذا المقال بواسطة: أحمد فتح الرحمن بتاريخ 6 مايو 2015 على تطبيق الميدان

google-playkhamsatmostaqltradent